أجواء عادية تميز الانتخابات التشريعية

نشطاء 20 فبراير استمروا في توزيع مناشير المقاطعة يوم الاقتراع


شرعت وزارة الداخلية، في الساعات الأولى من مساء أمس (الجمعة)، في تلقي النتائج الأولية لعمليات التصويت برسم الاستحقاقات التشريعية التي انطلقت في حدود الثامنة من صباح اليوم نفسه واستمرت، خارج قرار رسمي بالتمديد، إلى حدود الساعة السابعة مساء. وعممت وزارة الداخلية، إلى حدود الرابعة بعد الزوال، ثلاثة بلاغات رسمية، أشارت في الأول إلى وصول نسبة التصويت إلى 4 في المائة في الساعة العاشرة صباحا، قبل أن ترتفع في حدود منتصف النهار إلى 11.50 في المائة، ووصلت في الساعة الثالثة إلى 22.40 في المائة، بينما أكدت مصادر متطابقة وجود تفاوت في نسبة المشاركة بين القرى، الأكثر مشاركة لاعتبارات سوسيوثقافية معروفة، وبين المراكز الحضرية، التي شهدت إقبالا ضعيفا نسبيا على صناديق الاقتراع في الساعات الأولى من الصباح وإلى حدود صلاة الجمعة، إذ توقعت المصادر أن تكون النسبة ارتفعت مباشرة بعد خروج المصلين من المساجد وتوجههم إلى مكاتب التصويت لأداء واجب التصويت. وسُجل، في الساعات الأولى، إقبال مكثف على صناديق الاقتراع في الأقاليم الجنوبية، على غرار عملية الاستفتاء على الدستور، وتوقع مصدر أن تشهد النسبة ارتفاعا ملحوظا في نهاية اليوم، وقد تصل، حسبه، إلى 70 في المائة بكل من طرفاية والعيون والسمارة والداخلة.
وتميز يوم الاقتراع بالحضور المكثف لعناصر الأمن، بمختلف تشكيلاتها، التي رابطت غير بعيد عن مكاتب التصويت في مختلف المدن المغربية، خاصة بالبيضاء والرباط وفاس ومكناس، حماية لهذا الاستحقاق من أي تجاوزات أو اشتباكات قرب مراكز التصويت بين الناخبين المصوتين ودعاة المقاطعة من نشطاء مكونات 20 فبراير الذين شوهدوا، أمس (الجمعة) يتجولون بمناشيرهم بعدد من المناطق. ولم تسجل، إلى حدود زوال أمس (الجمعة)، أي حوادث أو اشتباكات أو حالات جرحى ووفيات، كما جرى في استحقاقات سابقة. وحسب تقارير مراسلي «الصباح» (أنظر الصفحة 4)، مرت عمليات التصويت بمختلف المكاتب في أجواء من الهدوء لم يعكر صفوها في بعض الأحيان، غير تعقيد المساطر والبطء في التأكد من هويات ووثائق الناخبين، إذ عمد بعضهم إلى الاحتجاج قرب هذه المكاتب، بينما فضل البعض الآخر العودة أدراجه إلى بيته، وفي جهة الغرب الشراردة، اضطر وكلاء اللوائح إلى طلب تدخل الوالي لحل هذا المشكل وتيسير عمليات التصويت على المواطنين.
من جانبهم، لم يخلف بعض المرشحين موعدهم مع عاداتهم القديمة، إذ استمروا في الدعاية الانتخابية، بطرق غير مباشرة، يوم التصويت، سواء بنقل الناخبين، على نفقتهم، في حافلات و»تريبورتورات» إلى مكاتب التصويت، أو تسخير مناصريهم للوقوف قرب المدارس والمؤسسات والممرات والشوارع الرئيسية لحمل الناس على التصويت على هذا الرمز، أو ذاك.
ويراهن المغرب على نزاهة الانتخابات التشريعية الحالية لاختبار مقتضيات الدستور الجديد المستفتى حوله في فاتح يوليوز الماضي، ومن أجل توسيع التمثيلية الديمقراطية عبر برلمان وحكومة بصلاحيات واسعة وتعبيد الطريق لاستكمال الإصلاحات السياسية والهيكلية الموضوعة على أجندة الدولة منذ خطاب 9 مارس الماضي.


الاثنين, 28 نوفمبر 2011 09:57