الفاسي مستاء من تدبير الداخلية للانتخابات

وصف تصريحات مزوار بالمزايدات السياسية وأقر عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني غدا

علمت «الصباح» من مصادر مطلعة، أن عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، عبر عن استيائه من طريقة تدبير وزارة الداخلية لملف الانتخابات التشريعية المقبلة.
وكشفت المصادر ذاتها أن الفاسي أوضح، في العرض الذي قدمه أمام أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، المنعقدة مساء أول أمس (الأربعاء)، عن تخوفه مما أسماه «الارتباك الكبير» الذي يلف تدبير ملف الانتخابات، في إشارة منه إلى تأخر الداخلية في الإجابة عن مجموعة من المقترحات التي تقدمت بها الأحزاب، الخاصة بمشاريع القوانين الانتخابية.
واعتبر الفاسي أنه لا بد من تحديد أجندة واضحة المعالم، كما يجب على الداخلية أن تعلن للعموم التدابير التي ستقوم بها، خصوصا ما يتعلق بالتقطيع الانتخابي وغيرها من القضايا الجوهرية في أي عملية انتخابية.
إلى ذلك، استغل الفاسي لقاء اللجنة التنفيذية ليرد على تصريحات زميله صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي ألمح إلى أن الاستقلال لن تكون له حظوظ لرئاسة الحكومة المقبلة. وقال الفاسي إن هذه التصريحات سابقة لأوانها، وتدخل في إطار المزايدات السياسية، واستند إلى ما وصفه مكانة الاستقلال من خلال التقارير التي تعرض عليه يوميا من طرف الأقاليم، في إشارة إلى تزايد الإقبال على الانخراط في صفوف حزب الميزان، مشيرا في الآن نفسه إلى موضوع الكتلة الديمقراطية، التي بدا أنه غير متحمس لحالها.
من جهة أخرى، وافق أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، المجتمعون مساء أول أمس (الأربعاء)، على عقد اجتماع للمجلس الوطني لمناقشة مضامين مشاريع القوانين المتعلقة بالانتخابات التي أعدتها الداخلية، وعرضتها على أنظار الأحزاب.
وعلمت «الصباح» أن أعضاء اللجنة التنفيذية وجدوا أنفسهم أمام مطلب عقد المجلس الوطني، الذي تقدمت به مجموعة من أطر الحزب، وقرروا استدعاء الهيأة المذكورة بعد غد (الأحد). وكانت المجموعة بعثت رسالة شديدة اللهجة إلى الفاسي ذيلتها بتوقيعات الأطر الاستقلالية في جهة الرباط والنواحي، وشددت على ضرورة عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني من أجل مناقشة مضامين مشاريع القوانين الانتخابية، على اعتبار أن اللجنة التنفيذية ليس لها حق الحسم النهائي في مثل هذه المشاريع التي تهم القاعدة الانتخابية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الصباح»، فإن المجموعة، المعنية بمطلب عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني، والموقعة على الرسالة، تنفست الصعداء، باتخاذ الفاسي، ومن معه من أعضاء اللجنة التنفيذية، قرار عقد مجلس وطني في دورة استثنائية، بعد غد (الأحد).
وبادرت المجموعة بتبادل رسائل هاتفية بمجرد إخبارهم بالقرار، في إشارة منهم إلى الإعداد من أجل المساهمة في تعميق النقاش حول مجموعة من القضايا ذات الارتباط بالانتخابات، خصوصا ما يتعلق باللائحة الوطنية، وتمثيلية الأطر والشباب فيها.
كما يتوقع أن يدقق المجتمعون في لقاء الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، في السن المسموح بها للترشح في اللائحة الوطنية، ومعايير ترشيح النساء، وإمكانية إعادة ترشيح البرلمانيات الاستقلاليات اللواتي فزن في الانتخابات التشريعية لعام 2007، أم أن الاتجاه سيسير في إطار تجديد النخب النسائية التي ستجد مكانتها في اللائحة الوطنية.

نادية البوكيلي
الجمعة, 12 أغسطس 2011